العلاج النفسي

يتعرض العديد من الأشخاص إلى مشاكل لا يتم حلها بشكل سليم ومجدي، وعليه يترتب أعراض أو ضغوطات تسبب عدم توازن في حالاتهم النفسية والتي تؤثر سلبا على صحتهم بشكل كبير.

هنا يأتي دور العلاج النفسي لحل تلك المشكلات وإعادة ضبط توازنهم على الصعيد النفسي والصحي.

تعالو نتعرف إلى العلاج النفسي، أنواعه، وأهميته.

ما هو العلاج النفسي:

إن العلاج النفسي أسلوب لعلاج مشاكل الصحة العقلية، من خلال حوار يتم بين المريض والطبيب النفسي المعالج ، والكثير يطلق عليه العلاج بالحوار!

هو طريقة يتم من خلالها مساعدة الشخص على فهم مشاعره، تغيير نمط تفكيره، وكيف يواجه مشاكله بطريقة تطور من قدراته على المواجهة بالدرجة الأولى.

كما يساعد على تغيير أي عادة أو سلوك غير صحي يؤثر سلبا على سلوك الشخص واتزانه، إلى جانب معالجة الاضطرابات النفسية المتعددة الأسباب.

فوائد العلاج النفسي:

من أهم فوائد العلاج النفسي إعادة ضبط سلوكيات الشخص، ومساعدته ليس فقط على مواجهة الصعوبات الحياتية بل التغلب عليها.

وتشمل:

  • فهم المشاعر والسلوكيات المسببة للمرض النفسي.
  • إعادة الرغبة بالاستمتاع في الحياة.
  • إعادة ضبط التواصل الاجتماعي.
  • تعزيز القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.
  • التعرف على طرق التعامل مع الصعوبات الحياتية.
  • تقوية العلاقات الأسرية.
  • تغيير نظرة الشخص للحياة وجعلها أكثر تفاؤلا.

أنواع العلاج النفسي:

تختلف أنواع العلاج النفسي وذلك حسب طبيعة الاضطراب وأسبابه، وسنذكر تباعا أهم أنواعه:

1.   العلاج السلوكي المعرفي:

يساعد العلاج السلوكي المعرفي على السلوكيات السلبية وكيفية التغلب عليها واستبدالها بسلوكيات صحية.

2.   العلاج التفاعلي:

يساعد العلاج التفاعلي على تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي وإعادة ضبطها وكيفية التعبير عن المشاعر بشكل صحيح.

3.   العلاج السلوكي الجدلي:

يساعد العلاج السلوكي الجدلي الى كيفية التحكم بالمشاعر وتدريبه والتدريب على مهارات تساعده في تغيير تساعد في تغيير السلوكيات السلبية ويستخدم هذا النوع خاصة للأشخاص الذين يعانون من أفكار الانتحار او الافكار الانتحاريه

4.   العلاج النفسي الديناميكي:

هدف العلاج النفسي الديناميكي الى معالجة التأثير الناتج عن الأحداث والصدمات في الماضي كتلك التي تحدث في مرحلة الطفولة

5.   التحليل النفسي:

مساعده التحليل النفسي على على تحديد الذكريات وتعيين الذكريات وتعيين الدوافع اللاواعية التي أثرت في تفكير الشخص ثم محاوله ثم محاولة تغييرها للأفضل.

6.   العلاج الداعم:

ان العلاج الداعم يساعد على يشجع الفرد على تطوير نفسي واحترام الذات  وتخفيف التوتر والقلق وتطوير النشاط الاجتماعي.

أشكال العلاج النفسي:

تختلف أنواع العلاج النفسي وذلك حسب ضرورة الحالة، وفي معظم الأوقات يتم استخدام عدة أشكال، تشمل طرق العلاج النفسي:

1.   العلاج الفردي:

يتم العلاج الفردي من خلال جلسات فردية تضم المريض والمعالج فقط، وذلك حسب رؤية المعالج لضرورة الحفاظ على خصوصية المريض.

2.   العلاج الجماعي:

يضم العلاج الجماعي عدة أشخاص تجمعهم أهداف واحدة، يتم من خلال الجلسات تبادل مشاعرهم وأفكارهم وذلك تحت إشراف المعالج المسؤول.

3.   العلاج الزوجي:

للعلاج الزوجي دور كبير في تعلم سلوكيات تفيد في معالجة الطرف الآخر، بالإضافة أنه يساعد وبشكل كبير على حل المشاكل الزوجية.

4.   العلاج الأسري:

يوجه العلاج الأسري إلى كل أفراد الأسرة نظرا لأهميتهم بتحسين حالة الفرد النفسية، حيث يتم شرح حالة الفرد خلال الجلسة، كيفية التعامل معها، والتغلب عليها.

5.   العلاج النفسي عبر الانترنت:

هناك العديد من الأشخاص يفضلون العلاج النفسي عبر الانترنت وذلك لعدة أسباب:

  • عدم القدرة على الحركة.
  • عدم توفر وقت للذهاب إلى المعالج.
  • التواجد في مكان بعيد عن المعالج.
  • عدم الرغبة في التحدث وجها لوجه.

دواعي استخدام العلاج النفسي:

يستخدم العلاج النفسي للتخلص من العديد من الاضطرابات النفسية والمشاكل السلوكية، منها:

  • اضطراب القلق والاكتئاب.
  • الاضطراب ثنائي القطب.
  • الفصام (انفصام الشخصية).
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • الفوبيا.
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطرابات الشخصية.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • الإدمان.

كما يفيد في معالجة المشاكل التي قد تسيء للصحة النفسية، مثل:

  • حدوث موقف صادم.
  • عدم القدرة على مواجهة الضغوطات اليومية أو عدم القدرة على التركيز.
  • المشاكل الناتجة عن العلاقات مثل الانفصال و الطلاق.
  • الحزن المرير الناتج عن فقد شخص غالي.
  • التعرض لآلام مزمنة أو الإصابة بمرض خطير.
  • التغيرات التي تطرأ على الحياة الشخصية كتغيير الوظيفة أو البيئة المحيطة.
  • التقليل من احترام الذات.
  • الأرق.
  • الحزن والإحباط.
  • التوتر والتعرض لضغوطات نفسية متكررة.

مدة العلاج النفسي:

تختلف مدة العلاج وذلك حسب حالة المريض ومدى شعوره بالتحسن، فمن الممكن الحصول على الفائدة بعد 6 إلى 12 جلسة، ويمكن أن تحتاج الحالة لعدة سنوات، ويعتمد ذلك على عوامل عدة:

  1. الهدف المرجو تحقيقه من العلاج.
  2. الفترة التي استغرقها في المعاناة من المشكلة.
  3. الصعوبات التي يواجهها المريض.
  4. تخصيص العلاج لتحسين تقدير الذات.
  5. التعرض للعديد من الاضطرابات النفسية.
  6. معدل تكرار جلسات العلاج.

مدى فاعلية العلاج النفسي:

لا شك أن للعلاج النفسي فعالية كبرى في الشفاء، ولكن تعتمد هذه الفاعلية على:

  • المشكلة التي أدت إلى حدوث هذه الأزمة النفسية، طبيعتها، و حيثياتها.
  • مدى التزام المريض بخطة العلاج، وحرصه على تطبيقها للوصول لأفضل النتائج.
  • مهارة المعالج وخبرته في كيفية التعامل مع المريض ومشاكله.
  • العلاقة بين المعالج والمريض، كشعور المريض بالراحة بسبب أسلوب المعالج المحبب.
  • حصول المريض على الدعم من المحيطين به سواء كانت أسرته أو أصدقاؤه.

إن المشاكل النفسية تحتاج إلى علاج فوري، وإهمال تلك الحالة وتفاقمها دون وجود حل جذري لها سيصنع إنسان انطوائي غير قادر على التعامل مع أبسط المشاكل. كما يجب أن يكون المريض صادقا وصريحا مع المعالج، ويجب الالتزام بتوجيهات المعالج والحرص على حضور الجلسات بانتظام للوصول إلى النتائج المرجوة، كما يجب أن لا ننسى أن العلاج النفسي يحتاج إلى الصبر والمثابرة.